أحبتي في الله إن تعلم الحياء من الله، ومراقبته في السر والعلن، يدفع الإنسان لتجنب المعاصي والآثام، وها هي بعض الأساليب التي تساعدك على ذلك:
اتباع هذا الأسلوب السهل:
إذا غاب العقل وغلبت الشهوة، ودنا الذنب، وسَكُرَ القلب، فتذكر هذه الكلمات دائما ً، ورددها على لسانك وأنت موقناً ومؤمناً بها في قلبك
" الله معي ... الله ناظري .... الله شاهدي"
إذا غاب الرقيب، وفُقِد َالشهيد، ونامت العيون، تذكر هذه الكلمات، حينها ستشعر بتأثير هذه الكلمات، واعلم أنك إذا استحضرت هذه الكلمات في كل أفعالك وتصرفات، فلن تُقْدِم على معصية الله عز وجل.
استحضار نعم الله عز وجل
فكم مرة مرضت وشفاك؟!......، ومرّ عليك أيام جوع وعطش فأطعمك وسقاك، وابتلاك بالمصائب ليغفر لك ذنوبك، أنعم الله عليك بالإسلام وملايين البشر غارقون في بحار الكفر، لديك نعمة السمع والبصر والعافية والفؤاد والمحرمون من هذه النعم كثيرون.
تعصيه وما زال يحبك، ويغفر لك ويفتح لك أبواب التوبة، يسترك وأنت تعصيه، وتذنب وينعم عليك، وتقطعه ويصلك، لم يُحرمك نعمة الكلام رغم إساءة لسانك الكذب، ورغم سماعك للفواحش والمحرم لم يُحرمك نعمة السمع، ورغم نظرك للمحرمات لم يحرمك نعمة الإبصار.... فاستحضر هذه النعم واشكره عليها لتدوم عليك، فلا يعرف قيمة هذه النعم إلا من فقدها، وأحسن الظن دائماً بالله عز وجل، يتحقق رجاؤك، وكل ما تريد من الله عز وجل.
ماذا تساوي في مُلك الله؟؟!!
ومما يدفعك للحياء من الله، واستشعار مراقبته لك، معرفة حجم هذا الكون العظيم، ومعرفة قدرك فيه، كيف يسبح هذا الكون كله لله ويذكره من نبات وحيوان وجماد وطير، وملائكة، وجن، وأنت جزء من الدنيا لا تساوي جناح بعوضة، الله غني عنك.
لماذا هذا التكبر على الله عز وجل؟؟!!....
لماذا العصيان؟؟!!....
الخوف من حبوط العمل
لا تكن ذو وجهين وجه أمام الخلق في العلن مُلتزم طائع لله عز وجل ووجه أمام الله عز وجل في السِر عَاصي لله عز وجل مُنْتَهِك حُرمَاتُه، فخف على حسناتك ولا تُذهبها هباءً، ولا تكن ممن حذر منهم الرسول صلى الله عليه وسلم
((لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله هباءً منثورا أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها)).
فاحرص على رضا الله عز وجل لا رضا الخلق، فرضا الخلق هدف تحقيقه مُحال، واعلم أنك إذا أصلحت ما بينك وبين الله عز وجل صلح ما بينك وبين الخلق، وإذا أفسدت ما بينك وبينه كرهك الخلق أجمعين، وضاقت عليك الدنيا بما فيها.
الاستبشار بثواب عبادة السر
فعبادة السر تتميز بالإخلاص عند أدائها، وتبتعد عن النفاق والمباهاة، ويكفي أن من ثوابها أن ثلاثة من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة هم من أصحاب عبادات السر
" ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه"
وقد ورد في الأثر أن عبادة السر تفضل عبادة العلن بسبعين ضعفاً.
فإذا استشعرت هذا الثواب لحرصت كل الحرص على حفظ محارم الله عز وجل في السر والعلن، لتكن عند الله من المقربين الأبرار.
وها هو يبشرك كعب الأحبار بقوله " من تعبد لله ليلة حيث لا يراه أحد يعرفه خرج من ذنوبه كما يخرج من ليلته"
فكن على طاعة الله واتبع ما سبق حتى تستشعر الحياء منه وهذا موقع إسلامي سيفيدك كثيراً في ذلك.
http://islam.spacechanels.com